مدونتنا

١٢‏/٠٥‏/٢٠٢٠

قصة نجاح بعنوان "نقطة تحول" تشاركنا فيها مديرة مدرسة ضاحية الأمير علي الأساسية الأولى للبنات سونا روبي إحدى الملتحقات بالدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة

عمان - قصة نجاح بعنوان "نقطة تحول" تشاركنا فيها مديرة مدرسة ضاحية الأمير علي الأساسية الأولى للبنات سونا موسى عبد روبي إحدى الملتحقات بالدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة الدفعة الخامسة بدعم من مؤسسة جاك ما الصينية.


قصة أمل مليئة بالإيمان والصبروالكفاح، بطلتها الطالبة حلا خلاف التي ولدت وهي تعاني من إعاقة عقلية رافقتها منذ ولادتها أصابتها ببعض اليأس والوحدة، درست حلا فترة الصفوف الثلاثة الأولى في جمعية الحسين لرعاية وتأهيل ذوي التحديات الحركية حظيت خلالها باهتمام ورعاية خاصة من المركز تشكر عليه الجمعية، إلى أن جاءت نقطة تحول جرت في حياتها لتحولها من مجرد طالبة صاحبة إعاقة إلى إنسانة مفعمة بالحيوية والنشاط والإيمان بالقدرة البشرية مهما كانت الصعاب، وكان مفتاح التحول حين جاءت بها والدتها بصحبة من مشرفات من جمعية الحسين لالحاقها بمدرستنا ذات المساحات الصفية الضيقة والتي كانت بالكاد تتسع لطالباتنا والتي كانت قريبة نوعًا ما لمكان سكنها وهي "مدرسة ضاحية الأمير علي الأساسية الأولى" تطبيقا لمشروع دمج ذو الإعاقة في المدارس الحكومية، وفعلاً تم عرض المسألة على مديرة المدرسة لاخذ قبول لها يمكنها من الالتحاق بالمدرسة التي تقبلت الفكرة قائلة"تقبل الطالب ذو الإعاقة ودمجه في مدارسنا مسؤولية افتخر بها، وعلينا جميعا أن نتعاون لإنجاح هذه المهمة".


كانت الخطوة الأولى التي انطلقت منها الادارة ومعلمات حلا هي تخصيص ملف خاص يشخص حالة حلا خلاف الصحية؛ ليسهل علينا التعامل معها بيسر، ومن ثم إعداد خطة مدروسة يتم اتباعها للتعامل مع حلا تضم مجموعة من الإجراءات تم تنفيذها بالتعاون مع جمعية الحسين ومديرية التربية للواء القويسمة لتوفير بيئة أفضل لها تضمنت توفير حمام خاص للطالبة ومرافق خاصة تساعدها على التنقل بكرسيها المتحرك بسهولة ويسر ومن أهم الإجراءات التي اتبعناها هي عقد اجتماع للمعلمات تحدثتنا من خلاله عن حق ذوي الاعاقة في التعلم وحقة بان يكون بين زملائه في المدارس الحكومية وليس فقط في الجمعيات المخصصة لتلك الفئة فقط وتم مناقشة كافة الوسائل الممكنة لدعمهاو تقديم المساعدة لها وان هؤلاء الفئة بحاجة لنا ويجب ان يكونوا بيننا لا بعزل عنا، وعلينا ألا نحرمهم تلك الفرصة، فتفاعلن المعلمات مع الموضوع وتناقشن حول الطريقه الأنسب للتعامل مع الطالبة حلا .


وجاءت البداية لحظة انضمام حلا لأسرة مدرسة ضاحية الأمير علي كونها تتعامل مع عالم جديد يختلف عن عالمها في جمعية الحسين لذلك كانت لحظات صعبة واجهتها المدرسة بكادرها الاداري والتعليمي بمتابعة حلا عن قرب وخلال الدوام المدرسي وتسجيل ملاحظات عن حلا ورصدها في ملفها الخاص، لاحظت معلمات حلا سلوكها في الغرفة الصفية أنها تكتفي بالانصات والاستماع كطريقة تعلم وتتصف بالهدوء احيانا وبالعصبية والتكلم من غير اذن وبصوت مرتفع تارة اخرى ، ومن جانب اخر لم تكن قادرة على استيعاب المواد الدراسية بشكل كاف وكان لديها مشكلة بطئ شديد بكتابة ما هو موجود على السبورة وفي الاختبارات الأولى للمدرسة أخفقت فكانت علاماتها متدنية جداً، لذلك سعت الادارة بالتعاون مع معلمات حلا وزميلاتها في المدرسة لإيجاد حلول لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه حلا ورفعنّ شعار " ليست إعاقة... بل إنطلاقة".


وكانت الخطوة الأولى التواصل مع أهل الطالبة وجمعية الحسين لحثها على التعاون مع المدرسة لإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع حلا بسلاسة وصبر وتحمل وكذلك عمل اجتماعات دورية لمتابعة دراسة حلا بالتعاون مع معلماتها فبدأت المعلمات بتشجيع حلا على الاجابة وذلك بتوجيه الاسئلة وتشجيعها بالتصفيق لها وتقديم الهدايا الرمزية لها ولزميلاتها عند الاجابة الصحيحة لكي لا تشعر بان الامر يخصها هي بذات وتصحيح دفاترها وكتبها وكتابة عبارات معززة لها وتم مساعدتها على الكتابة بتعين زميلة لها تقوم باكمال الكتابة لحلا على الدفتر عند انتهاءها من الكتابة الخاصة بها وبعد ذلك تم اعداد و طباعة ملخصات للدروس واوراق العمل لها وكبسها في دفترها وتم بعدها تعميم الفكرة على جميع طالبات الصف وبنفس الفترة تم التواصل مع والدتها لتتابع مع المدرسة فروضها وواجباتها وتم العمل على تنظيم زيارة لحلا من قبل معلماتها في جمعية الحسين والدخول لصفها والتسليم عليها وقضاء اكثر من حصة صفية معها وعمل جولة لها برفقة معلمتها في الجمعية داخل المدرسة لتقوم حلا بتعريفها على المدرسة ومرافقها المختلفة بنفسها ومن ثم تم تحفيز حلاعلى الاشتراك بالانشطة المدرسية وتعزيزها وتسليط الضوء عليها بالاضافة الى نشر الوعي بين زميلات حلا في المدرسة بأهمية احترام حلا والتعامل معها بإيجابية ودمجها في المجتمع وذلك من خلال المحاضرات التي تقدم في حصص النشاط الحر الذي أسهم بوضوح في زرع الثقة والسرور في نفس حلا فطرأ تحسن واضح على تحصيلها العلمي بكافة المواد وعلى سلوكها ايضا فاصبح صوتها اكثر انخفاضا واصبحت تستاذن عند الكلام وتلاطف صديقتها وتتقبلهن شيئا فشيئًا.


وبما أن حلا جزءًا لا يتجزأ من مدرستنا وفي ظل الوضع الراهن وضرورة مواصلة التعليم تم تطبيق أفضل الطرق للتواصل مع والدتها من خلال توظيف التقنية الحديثة للتعلم عن بعد وإرسالها لحلا لتتمكن من متابعة دروسها بالصوت والصورة حتى لا تتأخر عن زميلاتها في الصف، وكانت من الطالبات المجتهدات اللواتي يرسلن حل واجباتهن الى المعلمات بانتظام وتاخذ التغذية الراجعة عليها وترسل التسجلات الصوتية لمعلماتها لتؤكد لهن انها متمكنة من المادة ومن فهمها واستيعابها.


وفعلا حققت حلا تقدما ملحوظا في المستوى الأكاديمي وقامت الادارة بتقديم شهادات شكر وتقدير لها وعرضها على صفحة المدرسة، مما أدى زيادة ثقة الطالبة في نفسها وشعورها بالدعم والاهتمام،انتصرت حلا لنفسها وللإبداع الكامن بداخلها بمساعدة وتشجيع من حولها لها وأصبحت إنسانه مفعمة بالنشاط والحيوية والتفوق وبدأت تحقق الأحلام وتشجع من حولها من خلال خطاباتها المؤثرة وقناعاتها بأن الله أعطاها الأمل والحياة من جديد.

 

شاهد الفيديو

 

منذ ٣ سنوات