مدونتنا

٣٠‏/٠٧‏/٢٠٢٤

انتهاء العطلة الصّيفيّة وموعد جديد

أحلام أبو الفر - مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي، يبدأ الآباء التفكير في كيفية إعداد أبنائهم للعودة إلى المدرسة، حيث يمتلئ هذا الوقت من العام بكثير من القلق والهموم وتبرز فيه التحديات. ولكنها في حقيقتها فترة انتقالية تحمل في طيّاتها كثيرًا من الذكريات المختلطة والمشاعر المتناقضة، فمن الفرح والسعادة بقضاء أوقات ممتعة مع الأهل والأصدقاء المجتمعين معًا بعد طول غياب، إلى الحزن والابتئاس والكدر بانتهاء الإجازة وتفرق الأحبة المجتمعين، إلى الحماس والأمل ببدايات جديدة واعدة؛ لتحقيق نجاحات وإنجازات نؤملها في المستقبل القريب.

وغالبًا ما تكون مشاعر الحماس لدى الأبناء ممزوجة بتوتر وقلق من المجهول، فيتبادر إلى أذهانهم أسئلة عديدة: كيف سيكون العام الدراسي الجديد؟كيف ستكون مدرستي؟ كيف هو صفي الجديد؟ وأسئلة كثيرة أخرى. بينما يغلب شعور الحب على الآباء ويزداد بازدياده بل ويقترن به الخوف عليهم، وتتصاعد أمنياتهم بأن يروا أبناءهم في أعلى مراتب النجاح وأجلّ منازله، وفي خضم هذه المشاعر يقع الآباء في حيرة السؤال؛ كيف نستعد للعام الدراسي حيث تكون بدايته شائقة لأبنائنا، وانطلاقته قوية ومفعمة بالحماس؟

ونحن هنا سنحاول تقديم مجموعة من الإرشادات المقتبسة من خبرات متنوعة لأولياء الأمور، والتي من شأنها أن تخفف التوتر وتنظّم الأفكار، وتشحذ الهمم لانطلاقة قوية:

 

أولًا: جهّز البيئة المادية المناسبة: فهي من أهم الأمور بدءًا من تخصيص مساحة هادئة ومريحة ومشجعة للدراسة، وعمل خطة لتنظيم الوقت بين الواجبات المدرسية والتعليمية وغيرها من الأنشطة الأخرى، وتجهيز القرطاسية التي يختارها الأبناء بأنفسهم بحيث تراعي اهتماماتهم واحتياجاتهم، وللإضافات البسيطة الأخرى آثار إيجابية في نفسية الأبناء واستعدادهم مثل مكتبة صغيرة لكتبهم المفضلة أو ركن جديد للرسم والتلوين.

 

ثانيًا: تعرّف إلى البيئة المدرسية: زر مدرسة أبنائك وتعرّف إلى مرافقها، وتحدث مع معلميهم حولهم، أكّد بعض الملاحظات التي قد تراها ضرورية أو مهمة مثل: مهارات أبنائك، الدعم الذي يحتاجونه، والمعلومات حول حالاتهم الصحية أو النفسية ..إلخ، اجعل هدفك من هذه الزيارة بناء علاقات جيدة مع المدرسة فهذه العلاقة ركيزة أساسية في العملية التعليمية.

 

ثالثًا: تحدّث مع أبنائك عن مشاعرهم تجاه المدرسة والأصدقاء والمعلمين والأنشطة الجديدة: ووفر لهم  بيئة آمنة ومريحة للحديث حولها دون تقليل منها أو استخفاف بها، وشجعهم على التعبير، فهذا من شأنه أن ينتج أثرًا  إيجابيًا ويخفف توترهم وقلقهم، كما أن هذه الحوارات تزيد وعيهم في إطار سياق علاقاتهم الاجتماعية ويُفعمها بالصحة والعافية.

 

رابعًا: عزّز العادات الصحية لدى أبنائك: يتيح العام الدراسي الجديد فرصة قيّمة لإعادة تنظيم الممارسات الحياتية اليومية لدى الأبناء، وتعزيز العادات الصحية لديهم مثل تنظيم ساعات النوم وتناول الوجبات الغذائية المتوازنة، وتخصيص وقت للقراءة والمطالعة،أو اكتساب مهارات تكنولوجية جديدة، كما تعتبر فرصة قيمة لتعزيز مهارات التنظيم الذاتي والتخطيط وإدارة الوقت. ومع تفاوتهم فيها لكنهم بحاجة إلى دعمكم ومتابعتكم وتحفيزهم بصفة مستمرة.

 

خامسًا: اجعل أبناءك يحددون هدفًا كبيرًا يسعون لتحقيقه: خطّط معهم لهدف كبير، حاورهم في اهتماماتهم، سلهم ما الموضوع الذي يرغبون بشدة في تعلمه خلال العام الدراسي؟ ما المهارة التي يشعرون أنها ضرورية لهم وتساعدهم على بناء شخصيتهم؟ قد يكون لديهم مشروع كتابة قصة قصيرة، أو صناعة محتوى إلكتروني، أو إتمام حفظ أجزاء من القرآن الكريم.. إلخ فمهما كان الهدف احرص على أن يكون نابعًا من اهتماماتهم ورغائبهم الشخصية ليكون دافعًا قويًّا لهم للعمل والاجتهاد طوال العام الدراسي.

 

سادسًا: استثمر اليوم الأول من العام الدراسي: لأن الانطباعات الأولى تدوم، فاحرص على تجهيز اليوم الدراسي الأول ليكون يومًا مميزًا في حياة ابنك، فمثلا قد يرغب أبناؤنا بأن نرافقهم إلى المدرسة في يومهم الأول، وقد تفكر لهم في هدية تشجيعية، فوقع الهدايا في نفوسهم كبير، وربما تكتب لهم عبارة محفزة على بطاقة جميلة وربما غير ذلك.

 

وتذكّر أنَ نجاح الأبناء وتميزهم لايقترن بالتحصيل الأكاديمي فقط بل هو النمو الشامل لجوانب الشخصية جميعها، فكن داعمًا لذلك كله، وشجّعهم على الاحتفال بإنجازاتهم، واغتنام هذا العام ليكون كل يوم فيه فرصة جديدة للتعلم والمتعة والمشاركة.

منذ شهر

أحدث التدوينات